أهمية السند:
تميز الإسلام بميزة انفرد بها عن غيره ألا وهي الإسناد، وهذه الطريقة في التحقيق في العلوم النقلية لم تكن معروفة قبل الإسلام، فلا يؤخذ بأي علم من العلوم إلا إذا عُرف من حدّث به، ومن نقله إلينا، وعُرف حاله من الصدق والضبط وقوة الحفظ. وصار السند هو الشرط الأول في كل علم ومعرفة وتربية. قال الإمام الأوزاعي رحمه الله: (ما ذهاب العلم إلا ذهاب الإسناد) . وقال الحافظ يزيد بن زُرَيْعٍ رحمه الله: (لكل دين فرسان، وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد).
وكلما كان الأمر أكثر أهمية كان علو السند هو المطلب. قال محمد بن سيرين: (إن هذا العلم دينٌ، فانظروا عمن تأخذون دينكم) [رواه مسلم في مقدمة صحيحه] . وقال الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: (طلبُ علوِّ الإسنادِ من الدين) ). ولهذا كان أهم شرط في صحة أي طريقة صوفية صحة السند، وهو سند هذه الطريقة المتصل حتى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونحن في الطريقة الخلوتية الجامعة الرحمانية نتشرف بعلو سند الطريقة بالإضافة إلى صحته، فسند حضرة سيدنا الشيخ حسني حسن خير الدين الشريف حفظه الله متصلٌ كابراً عن كابر إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وجميع من في هذه السلسلة الذهبية من رجال عظماء ربانيون شهدت الأمة على صلاحهم وعلمهم وولايتهم عبر أربعة عشر قرناً، وكان كل واحد منهم علماً في زمانه بالعلم والصلاح والولاية بشهادة الجميع. فمنهم سيدنا البكري وسيدنا الصاوي وسيدنا الدردير وسيدنا الحفناوي وسيدنا السهروردي وغيرهم حتى ساداتنا الأوائل كالحسن البصري والجنيد البغدادي.
كما تدل جميع الإجازات التي يحتفظ بها سيدنا الشيخ نفعنا الله به على حرص الطريقة على أهمية السند وضرورته في حفظ الدين والتربية والسلوك إلى الله تعالى.
سند سيدنا الشيخ:
تلقى حضرة سيدنا الشيخ حسني حسن الشريف حفظه الله شيخ الطريقة الخلوتية الجامعة الرحمانية الحالي هذه الطريقة من سندين :
الأول: وهو التربوي والتزكوي والسلوكي، وتلقاه عن والده الشيخ حسن الذي تلقى أسانيد الطريقة عن أعمامه وعن والده الشيخ خير الدين عن والده الشيخ عبد الرحمن الشريف الكبير، مؤسس الطريقة الخلوتية الجامعة الرحمانية وصاحب أورادها.
والثاني: عن الشيخ حسين عن الشيخ عبد الرحمن الثاني الذي تلقى عن الشيخ خير الدين الشريف عن الشيخ حسن حسين عمرو عن الشيخ عبد الرحمن الشريف من جهة، وعن الشيخ حسين عن الشيخ عبد الرحمن الشريف الكبير من جهة ثانية. الذين تلقوا جميعاً هذه الطريقة عن الإمام العارفبربه الشيخ محمود أفندي الرافعي العمري الطرابلسي الشهير بأبي الأنوار رضي الله عنه، وهو عن سيدي أحمد الصاوي، وهو عن سيدي أحمد بن محمد الدردير العدوي، وهو عن سيدي شمس الدين محمد بن سالم الحفناوي، وهو عن سيدي مصطفى البكري (صاحب ورد السحر)، وهو عن سيدي عبد اللطيف الحلبي، وهو عن سيدي مصطفى أفندي الأدرَنوي، وهو عن سيدي علي قِرا باشا أفندي، وهو عن سيدي إسماعيل الجرومي، وهو عن سيدي عمر الفؤادي، وهو عن سيدي محي الدين القسطموني، وهو عن سيدي شعبان القسطموني، وهو عن سيدي خير الدين التوقادي، وهو عن سيدي جَلبي سلطان الأقسدائي الشهير بجمال الخلوتي، وهو عن سيدي محمد بهاء الدين الأرذنجاني، وهو عن سيدي يحيى الباكوبي، وهو عن سيدي صدر الدين الخياني، وهو عن سيدي عز الدين، وهو عن سيدي محمد مبرام الخلوتي، وهو عن سيدي عمر الخلوتي، وهو عن سيدي أخي محمد الخلوتي، وهو عن سيدي إبراهيم الزاهد التكلاني، وهو عن سيدي جمال الدين التبريزي، وهو عن سيدي شهاب الدين محمد الشيرازي، وهو عن سيدي ركن الدين محمد النجاشي، وهو عن قطب الدين الأبهري، وهو عن أبي النجيب السهروردي، وهو عن سيدي عمر البكري، وهو عن سيدي وجيه الدين القاضي، وهو عن سيدي محمد البكري، وهو عن سيدي محمد الدنيوري، وهو عن سيدي ممشاد الدنيوري وهو سيدي سيد الطائفتين أبي القاسم الجنيد محمد البغدادي.
و للجنيد رضي الله عنه في الطريقة سندان:
أحدهما عن سيدي سري السقطي عن سيدي معروف الكرخي عن سيدي حبيب العجمي عن سيدي داود الطائي عن سيدي الحسن البصري عن سيدنا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والسند الثاني هو عن سيدي سري السقطي وهو عن سيدي معروف الكرخي وهو عن الإمام علي بن موسى الرضي وهو عن الإمام موسى الكاظم وهو عن والده الإمام حعفر الصادق وهو عن والده الإمام محمد الباقر وهو عن والده علي زين العابدين وهو عن عمه الإمام الحسن وهو عن والده الإمام علي بن أبي طالب وهو عن سيد الكائنات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.