ثمرة الصيام :
إن ازدحام المصلين في رمضان هو مظهر من مظاهر التقرب إلى الله تعالى، ولكنه في الحقيقة يتطلب النتائج والثمرات.
والعبادات على تنوعها إنما شرعها الله تعالى ليرقى بها المجتمع من مستوى القبح إلى الكمال، ومن الفساد إلى الصلاح… فهي ثمرة العبادات.
تساؤلات حول حال المجتمعات الإسلامية في رمضان على افتراض أن سلطان رمضان قد هيمن على قلوبها ونفوسها:
هل اختفت الرشوة التي شلت فاعلية القوانين…
هل هذب الصيام أخلاقنا، وليّن قسوة قلوبنا وأحقادنا….
هل اختفى الغش في المعاملة بين الناس….
هل أصبحت المشافي العامة وقفا على خدمة المرضى حقيقة، يعكف الأطباء والممرضون في ليالي هذا الشهر على القيام بوظائفهم بإخلاص ومراقبة لله…
هل اختفت ظاهرة الفساد في المؤسسات أو تقلصت…
هل غدا المزارعون يخشون الله مما يعكفون عليه من جرائم إذ يستنبتون مزروعاتهم بألوان من السموم…
هل أقلع أصحاب الأمزجة الحادة عن انفعالاتهم الفارغة في رمضان…
“ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما قلبه وهو ألد الخصا وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد”.
هذا هو الدليل، صل ما شئت أن تصلي، واحمل السبحة صباح مساء، واعتمر، وحج، وصم، وحرك لسانك بكلمات التسبيح ما شئت أن تحرك فإن هذا لا ينطلي على علام الغيوب، فالدليل الأجل هو السلوك والأخلاق، وأن تقلع عن الفساد والإفساد، خادما للإنسانية التي أقامك الله فيها موظفا في سبيل تصعيد الصلاح والسعادة.
يطعن بعضهم في حديث تصفيد الشياطين في رمضان، يا هذا! ليست المشكلة في تصفيد شياطين الجن، المشكلة تتمثل في رعونات وسوء أخلاق شياطين الإنس! أين سلطان هذا الشهر عليهم؟! وكما قال صلى الله عليه وسلم “رب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والنصب، ورب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والتعب”.
أغتبط بأن أنظر إلى المساجد وهي تفيض بالمصلين، لكنه اغتباط انتظار وتفاؤل، اغتباط من ينظر إلى نبات وقد أينع ولكننا ننتظر الثمر. ماذا يفيد النبات إذا أينع واستصلب وتصاعد، ثم لم تكن له أي ثمرة مفيدة!
أيها الصائم: إذا لم يغيرك الصيام فأنت في خطر!