كما عرفنا فإن التصوف قائم على الإرشاد والتربية من قبل الشيخ المرشد فينبغي على المريد أن لا يخوض في أمر إلا بإشراف الشيخ المرشد لأنه عالمٌ بما ينفع المريد وبما يضره، فكان لا بد للمريد من استئذان شيخه في كل ورد يريد قراءته.
ولهذا جرت العادة عند أهل الطريق أن تكون كل أعمال المريد بإشراف الشيخ وإرشاده فلو سلك المريد الطريق كما يشاء لما عاد هناك ضرورة للشيخ، والنتيجة هي تخبط المريد في الطريق إلا أن يتولاه الله برحمته. وليس معنا هذا أنه لا يجوز للإنسان أن يسير إلى الله ولا يعمل بـ الأوراد إلا عن طرق شيخ مرشد، لكن يخشى على الذي يسير بدون شيخ من الضياع ودخول الشيطان عليه من مداخل لم يختبرها، والعلم إنما هو بالتعلم وكما قيل من جعل شيخه كتابه كان خطأه أكثر من صوابه.
والأذن ليس ضرورياً إلا إذا كان القصد من قراءته السلوك والترقي, حتى تكون هناك صلة بين المريد وشيخه، وبهذا تحصل تزكية النفس ويتم علاج القلب والترقي في مدارج السالكين وتلقي الفهوم والمعارف.
أما إذا كان القصد بقراء الأوراد التعبد وطلب الجزاء, فلا ضرورة لهذا الأذن.
كما أن الشيخ المربي أدرى من السالك بنوعية الأوراد التي يحتاجها إذ لكل علةٍ دواء في السلوك والسير كما في مرض الجسد فإن الطبيب هو الذي يحدد الداء وعدد حبات الدواء.