الجمعة , نوفمبر 22 2024

أنواع الأوراد

يقسم العلماء الذكر من حيث الإجتماع على القراءة إلى ذكر فردي وذكر جماعي. وقد وردت الأحاديث النبوية التي تؤكد على فضل كلا النوعين. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً” [رواه البخاري] . وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قيل وما رياض الجنة؟ قال: حِلَقُ الذكر” [رواه الترمذي في كتاب الدعوات وحسنه] . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله عز وجل، لا يريدون بذلك إلا وجهه، إلا ناداهم منادٍ من السماء أن قوموا مغفوراً لكم فقـد بُدِّلَت سيئاتكم حسنات” [الإمام أحمد ورجاله رجال الصحيح].

كما قسم العلماء الذكر من حيث القراءة إلى سرية وجهرية، وكلاهما مشروع في الدين إلا أن الذي عليه العلماء العاملون أن الجـهر بالذكر أفضل، إذا خـلا من إيذاء قارئ أو نائمٍ أو مصلٍ، وإذا خلا من حب الشهرة والرياء. والأدلة في هذا الباب كثيرة منها ما روي عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال: قال ابن الأدرع رضي الله عنه : “انطلقت مع النبي صلى الله عليه وسلم فمر برجل في المسجد يرفع صوته. قلت يا رسول الله: عسى أن يكون مرائياً. قال: لا، ولكنه أوَّاه” [البيهقي كما في الحاوي للفتاوي للسيوطي].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “إن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن عباس: كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعتُهُ” [البخاري ومسلم].

وعن السـائب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “جاءني جبريل قال: مُر أصحابك يرفعوا أصواتهم بالتكبير” [أحمد وأبو داود والترمذي وصححه السيوطي في كتابه «الحاوي للفتاوي»، وأخرجه البزار والحاكم في المستدرك وصححه].

وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي دُبُرِ الصَّلاةِ، إِذَا سَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ، يَرْفَعُ بِذَلِكَ صَوْتَهُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، لا نَعْبُدُ إِلا إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ، وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسِنُ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ” [الطبراني].

وعلى هذا فلا بأس بأنواع الذكر وأشكاله كلها، سرها وجهرها. وقد تميزت طريقتنا الخلوتية الجامعة الرحمانية بحرصها على أداء الذكر بكل أشكاله وألوانه ضمن أورادها الصباحية والمسائية.