كتاب التقريب بين المدارس الإسلامية هو كتاب يشرح فيه حضرة سيدنا حسني حسن الشريف نفعنا الله به مفهوم التقريب بين المدارس والمذاهب الإسلامية المختلفة وأهميته في هذا العصر مع وجود دعوات للقطيعة بين المدارس الإسلامية وصلت حد القتل والتفجير وانتهاك الأعراض على أتفه الأسباب بحجة تكفير الآخر.
وقد قدم للكتاب فضيلة الشيخ نوح علي سلمان القضاة، قاضي القضاة ومفتي القوات المسلحة الأردنية الأسبق. وجاء فيما قاله فضيلته:
ومن المقرر عند المذاهب السنية أنه لا بأس على المفتي في أن يفتي بغير مذهبه من مذاهب السنة إذا عرف الدليل ودعت الحاجة. أما التصوف فليس مذهباً فقهياً بل هو مذاهب تربوية لأن التصوف كما عرفه الإمام الشعراني رحمه الله إذ قال: هو العمل بالعلم ولو أن العلماء عملوا بعلمهم لكفونا، لكن كيف يطبق الفقه هنا يأتي دور الشيخ المربي الصوفي الفقيه الصادق.
من قواعدهم أن على المريد أن يعبد الله تعالى عبادة صحيحة عند كل المذاهب. فالصوفي بهذا يجمع ولا يفرق ويبحث عما اتفق عليه، ونجد الطريقة الصوفية الواحدة أو قل المدرسة الصوفية الواحدة يجتمع فيها وعليها من كل المذاهب
ولقد احسن أخي الشيخ حسني الشريف عندما بين في كتابه هذا دور التصوف في التقريب بين المذاهب، فليس المطلوب إلغاء المذاهب بل التقريب بينها، والذين أرادوا إلغاء المذاهب لم يعرفوا معنى المذاهب، وجاءوا بأقوال جديدة، ضخمت الفرقة، وكفّرت من لا يجوز تكفيره، وكأنها تسعى لزيادة عدد الكفار، بينما تسعى المذاهب السنية على هدي من السنة لتكثير عدد المسلمين.
كما أن المؤلف حفظه الله نبه إلى أمرين مهمين:
الأول:
أن المذهب الاشعري في العقيدة هو الذي يجمع المسلمين بكل مذاهبهم تحت راية واحدة، لأن الاشاعرة ومثلهم الماتريدية لا يكفرون مسلماً إلاّ بدليل قاطع، ولهذا استوجبوا غيرهم ولم يستطع ذلك غيرهم، وهي عقيدة مؤيدة بالنصوص الشرعية والبراهين العقلية.
الثاني:
أن الأزهر يوم كان مرجعاً دينياً كان يحسم الخلاف، ولما ضاعت المرجعية ظلت الخلافات مستعرة متنامية، ولهذا يجب العمل على إيجاد مرجعية لأهل السنة تتوفر فيها الشروط علماً وعملاً، لتحسم الخلاف بعد أن تكسب ثقة كل المسلمين؛ فثقتهم عزيزة المنال).
وقد كتب حضرة سيدنا الشيخ حسني حسن الشريف في مقدمة الكتاب واصفاً منهجه فيه:
(فإن مما لا شك فيه أن الأمة الإسلامية تتعرض في هذا العصر إلى حملة شرسة تهدف من بين ما تهدف إليه إلى تدمير هويتها وتشتيت شملها وزرع جذور الفرقة والخلاف بين أجنحتها.
(فإن مما لا شك فيه أن الأمة الإسلامية تتعرض في هذا العصر إلى حملة شرسة تهدف من بين ما تهدف إليه إلى تدمير هويتها وتشتيت شملها وزرع جذور الفرقة والخلاف بين أجنحتها.
ولئن كان التمذهب ظاهرة طبيعية صحية فإن الإغراق فيها والإنغلاق عليها وعدم التواصل مع الآخر من شأنه أن يزيد في فرقة المسلمين ويغري أعداءهم بهم ومن شأنه أيضاً أن يلغي عالمية الإسلام. فنحن لا نعني بالتقريب إلغاء المدارس الإسلامية أو الدعوة لمدرسة دون أخرى فهذا بالإضافة إلى كونه متعذراً فإنه ينفي التعددية المحمودة الثرية التي أختص بها هذا الدين، فنحن ننادي بالحوار وقبول الرأي الآخر وعدم التعصب للرأي.
وإذا كان قادة الفكر في المجتمعات الإسلامية السابقة لم يتكلموا عن وحدة المسلمين حينما تكلموا عن مقاصد الشريعة الإسلامية فإن مرد ذلك هو أنهم كانوا يعيشون هذه الوحدة واقعاً على الأرض. أما اليوم فإن من واجب قادة الفكر والعلماء في المجتمعات العربية والإسلامية أن يكونوا قدوة صالحة أمام شعوبهم في حمل فكر الوحدة والتقريب لأن الشعوب لن تحمل هذا الفكر إلا إذا رأته واقعاً بين العلماء وقادة الفكر والتجمعات.
أما في الفصل المتعلق بدور التصوف في التقريب بين المذاهب فقد بذلت جهداً لإستخلاص أفكار جديدة بهذا الشأن من خلال تجربتي الخاصة في التصوف علماً وسلوكاً وممارسة وإرشاداً وهي الأفكار التي ضمنها هذا الفصل.
وقد ارتأيت أن أصنف كتابي إلى تمهيد حاولت من خلاله شرح مفهوم التقريب وفي الفصل الأول حاولت أن أشخص المشكلة (العلة) وذلك من خلال واقعنا المؤلم المتشرذم ومن خلال ظاهرة التكفير في المجتمعات الإسلامية. وفي الفصل الثاني حاولت تحديد مبادئ للتقريب بين المدارس الإسلامية وقدمت شرحاً وافياً لكل منها.
وأما في الفصل الثالث فقد تحدثت حـول الـدور الذي يمكن أن يمارسـه التصوف في التقريب بين المدارس الإسلامية (والذي أعنيه هو التصوف الحصيف الحق المستند للكتاب والسنة) والذي لديه الكثير من المؤهلات لقيامه بهذا الدور للتقريب بين المدارس الإسلامية كونه يمثل المرتبة الثالثة من الدين وهي مرتبة الإحسان ولا يمثل حزباً أو تجمعاً أو تنظيماً أو فرقة كما يحاول أن يصوره البعض. واختتم البحث بخاتمة أورد فيها مجموعة من التوصيات الملحة بشأن خطوات التقريب).
تحميل كتاب التقريب بين المدارس الإسلامية ودور التصوف فيه بصيغة pdf
اسم الكتاب | التقريب بين المدارس الإسلامية ودور التصوف فيه |
المؤلف | سيدنا الشيخ حسني حسن الشريف |
الطبعة الأولى | 1424 هـ – 2003 م |
الناشر | دار الإيمان، عمّان، الأردن. |