الإثنين , نوفمبر 25 2024

وحدة الأمة: مستوى باسق

وحدة هذه الأمة كانت ولا تزال مصدر عزها ولا مصدر لها إلا ذلك، وكانت ولا تزال مصدر قوتها وليس لقوتها مصدر إلا ذلك، وكانت ولا تزال مصدر غناها ولا مصدر لذلك إلا هذا الشعار.

ولكنّ العجب الذي لا ينتهي، هو أن أمتنا هذه بمقدار ما تستعلن هذا الشعار، وبمقدار ما تنادي به، تتنكب في الطريق المناقض له، فهي في هذا كشأن الغريق في الرمال، كلما أراد أن يتحرك ليستنقذ نفسه من بحر الرمال، إذا به يغوص أكثر فأكثر.

ترى ما السبب؟ ما السبب الذي يضعنا أمام هذا التناقض بين شعار يرتفع متألقاً ذات اليمين وذات اليسار، وبين هذا الواقع المناقض لهذا الشعار؟

السبب أن الوحدة مستوىً باسق، والمستوى الباسق الذي تحلم به الأمة لا يتم لها إلا بالصعود إليه، وأمتنا هذه تحلم بهذا المستوى الباسق دون أن تضع منهاجاً للصعود إليه، هذا هو السبب باختصار .