إن التصوف ليس كما يظن البعض مجرد أوراد تقرأ، وتسابيح تردد، بل هو بالإضافة إلى ذلك، المنهج الإسلامي العلمي الذي يرقى بالسالك حينما يملك الأشياء ولا تملكه، والتطبيق العملي لكل الفرائض والعبادات، إنه أركان الإسلام الخمسة، ثم أركان الإيمان الستة، ثم أركان الطريق السبعة. فهو روح الإسلام، والطريق العملي إلى درجات الكمال الإيماني، وهو أيضاً الخلق السويّ “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” ، وما وصل المسلمون إلى هذه الحالة من التحلل والتخاذل وذهاب القيم الروحية والأخلاقية والتكالب على الدنيا إلا حين تنادوا بالنصوص دون العمل، وبالعقل دون القلب، وبالجسم دون الروح، وبالظاهر دون الجوهر، وبالقشر دون اللب، فكان ما كان.