الجمعة , نوفمبر 22 2024

الشريف عارف بن عبد الرحمن الشريف

هو غصن مورق مزهر في دوحة المختار، العالم العامل، العارف بالله، الجامع بين الشريعة والحقيقة، الحسيب النسيب، الشيخ عارف بن الشيخ عبد الرحمن بن السيد الشريف حسين الخليلي السقواتي.

ولد في زاوية السادة الأشراف ونشأ في تلك الرحاب المفعمة بالإيمان، والمتضوّعة بالزهد والتقوىٰ. وفي ذلك البيت العلمي العتيد، تلقىٰ علىٰ والده مبادئ القراءة والكتابة، وأصول الدين والحساب، وأوليات المعارف والطريقة. ثم التحق بالمدرسة الابتدائية وتخرج فيها. ثم أخذ عن أفاضل علماء مدينة الخليل يومئذ؛ منهم مفتي الخليل الشيخ خليل التميمي، والشيخ محمد إسحق الكركي، رضوان الله عليهم.

ثم تهـيأ لطلب العلوم العالية، والمعارف الواسعة، في الجامع الأزهر الشريف، فنزل مصر، وجاور في أزهرها نحو ست سنوات، جاداً في الطلب والتحصيل، حتىٰ تضلع من العلوم العقلية والنقلية، فأجازه شيوخه الأزهـريون، الإجازة الأهلية العلمية. وقد ظل الشيخ عارف مواظباً علىٰ إلقاء درسه في الحرم الإبراهيمي.

تعتبر فترة تحصيل الشيخ عارف في الأزهر الشريف بمصـر، أولىٰ رحلاتـه وفراق وطنـه، حيث رجع منه سنة 1310هـ = 1892م بإجازته التي فتحت له آفاق جديدة. وفي رحلته الثانية شد الرحال إلىٰ الأستانة، دار الخلافة العلية العثمانية، فعُرف هنالك فضله، ومُنح براءة سلطانية من الخليفة العثماني السلطان عبد الحميد، تنصبه بوظيفة التدريس في الحرم الإبراهيمي الشريف، مع تخصيص مرتب شهري لقاء ذلك.

وفي رحلته تلك قام باستـخراج صورة عن النسب الشريف، وقد صدق عليها مفتي الخليل وقتئذ الشيخ خليل التميمي.

ثم أصبح رئيساً لمجلس بلدية الخليل مرتين.

وفي أثناء الحرب العالمية الأولىٰ وإبان رئاسته الثانية، قامت الحكومة التركية بنفيه عن بلده، مع عائلته إلىٰ الأناضول، حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية في مدينة قونية.

ولما وقعت فلسطيـن تحت الاحتلال ثم الانتـداب البريطاني، رجع إليها وأقام في مدينة الخليل ردحاً من الزمن ثم انتقل إلىٰ القدس وتولىٰ التدريس في المسجد الأقصىٰ من سنة 1927م. كما درّس الدين الإسلامي الحنيف في كلية المعلمات من سنة 1936م. وتسلم رئاسة لجنة توجيه الجهات الدينية.

وحين حلت نكبة 1948م. اضطرته الظروف للارتحال عن وطنه في رحلته الخامسة والأخيرة، فتوجه إلىٰ مصر، لأن منزله الذي كان يسكنه في محلة السعدية بالقدس، قد أصيب بالقنابل، وشظايا راجمات الألغام، من جراء التراشق الذي وقع إثر إعلان انتهاء حكومة الانتداب البريطاني علىٰ فلسطين.. فغادر القدس إلىٰ الخليل ومنها إلىٰ غزة ثم انتقل إلىٰ القاهرة.

وما إن حل في القاهرة، حتىٰ استقبل بالترحاب، ورتبت له الحكومة كل ما يحفظ له اعتباره وكرامته.. فقضىٰ وقته في العبادة ومذاكرة العلم.

وهكذا بقيت حاله، حتىٰ وافاه الأجل في القاهرة، حيث مقر لجوئه، وذلك سنة 1383هـ =1963 م.

ورغم انشغاله بالتدريس والوظائف التي تقلدها، وقيادة الطريقة الخلوتية الرحمانية، والخدمات الاجتماعية العامة، فقد ترك بعض مؤلفات نذكر منها:

  1. روضة الأنس في فضائل الخليل والقدس. وقد طبع في مطبعة دار الأيتام الإسلامية الصناعية بالقدس، ويقع الكتاب في ست وخمسين صفحة من القطع الصغير.
  2. رسالة نصيحة الأخوان. طبعت علىٰ نفقة صاحب العطوفة أحمد حلمي باشا لتوزع مجاناً، 1366هـ = 1947م مطبعة دار الأيتام الإسلامية الصناعية.