اهتمت الطريقة ببناء الزوايا والتكايا والمساجد عبر تاريخها الطويل وذلك لفهمها لمركزية المسجد في قلب وحياة المسلم. وللأسف فقد تغير دور المسجد في تاريخنا حتى تقلص إلى إقامة الصلاة. ولهذا كان بناء الزوايا والتكايا في أطراف المساجد الكبيرة لتقوم بدور حاضن لأهل الصُفّة كما كان في زمن المسجد النبوي.
ففي جنبات الزاوية يتعلم المريد دينه وعقيدته الصحيحة ويتلقى دروس العلم، وفيها يقرأ أوراده مع إخوانه صباح مساء، وفيها يذكر الله خالياً حتى تفيض عيناه، وبين أركانها يقرأ حزبه اليومي من القرآن، وعلى أرضها يلتقي بإخوانه الذين أحبهم في الله، والأهم من ذلك أنها تضم أحلى ذكريات صحبته لشيخه المرشد، فهناك نصحه شيخه حين فترت نفسه، وهنا ابتسم في وجهه عندما عاد من غفلته، وفي هذه الزاوية تعلم من شيخه كيف يناجي ربه في جوف الليل. فالزاوية في قلب المريد أجمل بقعة على وجه الأرض كيف لا وهي مكان اللقاء مع الحبيب.