الخميس , نوفمبر 21 2024

منهج الطريقة: أهمية العمل

كما ويؤكد منهج الطريقة على أهمية العمل وبذل الجهد في التطبيق العملي لكل ما يتعلمه المريد. وكما قال سيدنا الشيخ حسني الشريف: “إياك أن تلقى الله عز وجل بعلم دون عمل. فمهما علمت لن تكون أهلاً للقاء الله إلا بالعمل، قال تعالى ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى﴾ [النجم 39] وقال أيضاً ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحاً﴾ [الكهف 110] ، فالعلم بلا عمل جنون والعمل بغير علم لا يكون. واعلم أن العلم لا يبعدك عن المعاصي ولا يحملك على الطاعة ولن يبعدك غداً عن نار جهنم. وإذا لم تعمل اليوم ولم تتدارك الأيام الماضية تقول غداً يوم القيامة ﴿فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً﴾ [السجدة 12] فيقال: يا أحمق أنت من هناك تجيء” اهـ.

ومن العمل الذي يتدرب عليه المريد بالإضافة إلى العبادة هو العمل التطوعي الخيري، خدمة للمجتمع من خلال المؤسسات الخيرية التي انبثقت من الطريقة الخلوتية الجامعة الرحمانية. فيمكنه أن يخدم مجتمعه من خلال دار الأيتام أو دار القرآن أو التكايا أو مراكز توزيع المساعدات على الأسر المحتاجة، أو من خلال مساعدة الأصغر سناً في درب الله تعالى.

فالطريقة من خلال منهجها المتكامل ترتقي بالمريدين إلى خدمة المجتمع سعياً لنهضة الأمة الشاملة في جميع المجالات لتنهض من كبوتها وتكون في مقدمة الأمم.

وبهذا الأسلوب تجمع الطريقة في منهجها بين العبادة والتزكية ومجاهدة النفس، وبين العمل لدين الله وخدمة المجتمع ورفع معاناة الناس ومساعدتهم، وبين تربية الجيل ورفع سوية الشباب الثقافية والعلمية والأخلاقية والعبادية على أساس رفيع من سلامة القلب.