تقع زاوية الأشراف المغاربة في مدينة خليل الرحمن مقابل الركن الشمالي الغربي للحرم الإبراهيمي، أسسها سيدنا الشيخ الشريف محمد بن عبد الله السقواتي الحسيني رضي الله عنه المتوفى سنة 652هـ = 1254م وكان شيخ الطريقة الخلوتية.
وعرفت قديماً بزاوية المغاربة نسبة لمولده في الساقية الحمراء في المغرب، ثم اشتهرت فيما بعد بزاوية الأشراف الفواقا، وتدعى اليوم بزاوية الأشراف.
وقد جاء في دراسة تاريخية حضارية في جامعة الخليل مركز البحث العلمي بعنوان الزوايا والمقامات في خليل الرحمن تاريخ جمادى الأولى 1407 هـ كانون الثاني 1987 م في دراسة عن زاوية الأشراف المغاربة ما نصه:
(لقد ذكرها صاحب الأنس الجليل “كتاب الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل ج 2 ص 78” باسم زاوية المغاربة ولم يذكرها باسمها الحالي زاوية الأشراف علماً بأن بعض المراجع الحديثة ذكرتها باسم زاوية الأشراف كما نعرفها اليوم “كتاب خطط الشام لعلي محمد كرد ج 5 ص 151”)
ومؤسس هذه الزاوية الشيخ محمد بن عبد الله السقواتي الحسيني المتوفي في 17 ربيع الآخر سنة 652 هـ – 1254 م حسب توثيق حرره الأشراف في مدينة الخليل. وتقع الزاوية المذكورة قبالة الركن الشمالي الغربي للحرم الإبراهيمي من السوق القديم، ولقد سجلت ضمن أملاك الأوقاف الإسلامية في الخليل حسب شهادة رقم 5293 المؤرخة في 12/10/ 1985 م.
ويفضي مدخل الزاوية إلى باحة مكشوفة تحف بها أبنية من جهاتها الثلاث الجنوبية والغربية والشمالية، فمن الجهة الجنوبية مبنى يضم قبور الأشراف وأول من دفن في هذه الزاوية هو الشيخ حسين يوسف صالح الشريف الذي ولد في هذه الزاوية عام 1195 هـ – 1780 م وتوفي فيها عام 1258 هـ – 1842 م، ثم الشيخ عبد الرحمن حسين يوسف صالح الشريف (وإليه يرجع تسمية الطريقة الخلوتية الجامعة الرحمانية، وكلمة الرحمانية نسبة لاسمه عبد الرحمن) نجل الشيخ حسين الشريف السابق ذكره الذي خلف والده في مشيخة الطريقة والذي شغل منصب وكيل للفصل في الأحكام الشرعية على المذهب الحنفي في الدعاوى الشرعية في مدينة الخليل وتوفي في زاوية الأشراف سنة 1305 هـ – 1887 م ودفن إلى جوار والده فيها. ثم الشيخ حسين الثاني بن عبد الرحمن الأول الشريف الذي ولد فيها وخلف والده في مشيخة الزاوية سنة 1280 هـ – 1888 م وتولى رئاسة بلدية الخليل في العهد العثماني لأول مرة وللمرة الثانية في بداية الانتداب البريطاني على فلسطين، توفي في الخليل ودفن في نفس الزاوية. ثم الشيخ عبد الرحمن الثاني بن حسين الثاني بن عبد الرحمن الأول الشريف.
والجدير بالإشارة أن هذه الزاوية سارت على نهج الطريقة الخلوتية الجامعة الرحمانية التي أنشأها الشيخ السقواتي (محمد بن عبد الله الحسيني) منشئ زاوية الأشراف المغاربة وكان اسمها الطريقة الخلوتية، وبتقادم الزمان بدأ الضعف يدب في مسلك هذه الطريقة وتعاليمها إلى أن جاء عهد الشيخ عبد الرحمن بن حسين بن يوسف بن صالح الشريف متولي مشيخة الطريقة فأصلح ما حل فيها من خلل وجدد من سلوكياتها وأورادها وأحيا ما درس من آدابها وأضاف إليها الكثير من التعاليم والأوراد إلى أن تأثرت باسمه فعرفت باسم آخر مازال موجوداً هو الطريقة الخلوتية الجامعة الرحمانية .
والمبنى يضم أيضاً مصلى وغرفة صغيرة، وفي الجهة الشمالية بناء يستعمل ديوان لعائلة الشريف وبجانبه غرفة صغيرة مغلقة، وفي الناحية الغربية يقع قبو يوصل إليه بسلم حجري يضم ضريح الشيخ الصالح يوسف النجار.