في بعض الاحيان أطلق العنان لقلبي كي ينصت ويتدبر لغة هذا الكون، أهيم في بديع صنع الله، أتفحص تفاصيلا دائما كانت أمام عيني وأتعجب كيف لم يؤذن لقلبي ادراكها قبل الان رغم أنها ماثلة أمامي كمثول هرم من “الجيزة” ينتظر زائراً…
الموهبة… حالة تقفز الى قلبي اليوم أتدبرها بعمق، كيف أبدع العظيم في علاه في تخصيص المواهب ومنحها الى من يختاره من خلقه، سألج الى الامثلة مباشرة علها تعين العقل الى ايصال ما يشغله…
يقول تعالى : (تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيراً) إن عاد القارئ الى التفاسير المتاحة سيجد عدداً ليس بالقليل من العلماء ممن “اجتهدوا” وأمعنوا وخرجوا بتفاسير تحاكي متن الاية ، لكنك ان استمعت لـ “موهوب” كالشيخ محمد راتب النابلسي ستلحظ أمرا مختلفاً…
في بعض الاحيان ربما يصعب التفريق بين “الموهبة” و”الاجتهاد” ، وربما تكون بحاجة لأن تكون “موهوب” حتى تستطيع تمييز “الهبات”….
“ليونيل ميسي” موهوب، و”كريستيانو رونالدو” مجتهد، طالب في الاعدادي يتقن “الرياضيات” ومسائلها بدون ورقة وقلم “موهوب”، و “دكتور” في الرياضيات من “كامبردج” هو “مجتهد”، “الست أم كلثوم”موهوبة”، و”السنباطي” مجتهد، خالد بن الوليد “موهوب”، وعمرو بن العاص “مجتهد”، “يحيى الفخراني” موهوب، و “حسن حسني”مجتهد”، “بروسلي” موهوب، و”فاندام” مجتهد، “الايفون” موهوب و “الجلاكسي” مجتهد…
سنة الله العجيبة في الامر أن كلا الطرفين في الامثلة أعلاه هم موهوبون ومجتهدون في آن معاً، مع تباين في النسبة، فالموهوب لابد له من الاجتهاد لاظهار الموهبة، والمجتهد لابد له من “موهبة الاجتهاد” ليحاكي الموهبة……. وفي الحالتين لا تملك الا لتقول كلمة “الله” الذي أحسن كل شيئ خلقه ثم هدى…. مع ميلك وتعاطفك الدائم مع الموهبة كونها تدلل على عظيم الخلق بشكل مباشر أكثر تأثيراً…
في نهاية هذه الكلمات “قفز” الى جانبي “شيطاني”، وجلس بوضعية “ساق على ساق” ، وطالب باضافة الجملة التالية في ذيل المقال:
كاتب هذه الكلمات ( ) وقارئها ( ) ، مطالبا بملء الفراغين بكلمتي “موهوب أو مجتهد” ، فما كان مني الا أن منحته “كف على الرقبة” أدت به للعودة الى وضعيته الطبيعية ….. ومن ثم نادى مناد في الاعماق ….. أحمدك يا رب على نعمك التي لست أهلا لها ، وعلى هباتك التي لا حصر لها… أنت الواهب.. وأنا الموهوب المقصر “لا المجتهد”.
بقلم محمد حسني الشريف