الجمعة , نوفمبر 22 2024

النصائح الرحمانية

النصائح الرحمانية:

هي مجموعة من الحكم والمواعظ التي خطها سَيِّدِنَا الشَّيْخ عَبْد الرَّحمن الأول بن الشيخ حسين الشَّريف رَضِيَ اللهُ عَنْهُما وقصد بها نفسه من باب التواضع:

باسْمِكَ يَا رَحْمنُ نَبْدَأُ، وَمِنْ حَوْلِنَا وَقُوَّتِنَا نَتَبَرَّأُ، وَنُصَلِّي وَنُسَلِّمُ عَلَى مَنْ أَبْرَزْتَهُ مِنْ أَنْوَارِكَ القُدْسِيَّةِ، وَأَكْمَلْتَهُ بِأَسْرَارِ آياتِكَ وَخِطابَاتِكَ الأُنْسِيِّةِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ كَمَلَةِ الرِّجَالِ، الَّذِينَ مَا تَرَكُوا فِي قُلُوبِهِمْ لِغَيْرِ مَحْبُوبِهِمْ مَجَال.

وَبَعْدُ فَإنِّي عَبْدٌ ضَعيفٌ، أُدْعَى بِعَبْدِ الرَّحمنِ الشَّريف، كَثُرَتْ ذُنُوبي، وَمَلأَتِ الآفاقَ عُيوبي. أُخِذتُ بِفَتْرَةٍ مِنَ الكَسَلِ، وَمُؤَذِّنُ الفَلاحِ يُنَادِي بِحَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ. وَمُذْ تَأَمَّلْتُ هَذِهِ الحَالِةِ، وَوَجَدْتُهَا مُمْرِضَةً بَلْ قَتَّالَةً، جَرَّدْتُ مِنْ نَفْسِي شَخْصَاً يُسَامِرُنِي وَشَبَحَاً بِوَقَائِعِ الْحَالَةِ الْجَارِيَةِ يُخَاطِبُنِي. فَإذا هُوَ يَصُولُ وَيَجُولُ، وَلا تَأْخُذُهُ لَوْمَةُ لائِمٍ فِيمَا يَقُولُ، مُبْتَدِءاً بِقَوْلِهِ فِي كُلِّ خِطَابٍ: (يَا ابْنَ الرُّوحِ)، لا بِالتَّصْدِيقِ، بَلْ عَلَى سَبِيلِ التَّهَكُّمِ وَالاسْتِهْزَاءِ بِي، لِكَوْنِي أَنْسُبُ نَفْسِي لآبَائِي فِي الطَّرِيقِ مَعَ أَنَّ فِعْلِي مُضَادٌّ لأَفْعَالِهِمْ، بَعِيدُ الشَّبَهِ عَنْ أَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ. وَصَارَ تَارَةً يَكُدُّ وَتَارَةً يُنَفِّرُ، وَتَارَةً يُرَجِّى وَأُخْرَى يُبَشِّرُ، تَفَائُلاً بِحُسْنِ الْخَاتِمَةِ وَالعَاقِبَةِ، وَالخَلاصِ مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ وَشَائِبَةٍ. وَحَيْثُ جَاءَ بِحَمْدِ الله تَعَالى جَمِيلَ المَعَانِي، بَهِيَّ الْمَوَاعِظِ، حَمِيدَ الْمَبانِي؛ سَمَّيْتُـهَا النَّصَائِحَ الرَّحْمَانِيَّـةَ، وَالإِلْهَامَاتِ الرَّبَّانِيَّةَ. وَهَذَا أَوَانُ الشُّرُوعِ فِي الْمَقْصُود، وَمِنْ القَوَاعِدِ المُقَرَّرَةِ أَنَّ الحَسُودَ لا يَسُودُ.

لتحميل نسخة من النصائح الرحمانية ملف PDF يرجى الضغط هنا

قَالَ مُسَامِرُ نَفْسِي لِنَفْسِي:

كن بما وهبت مشروح

حكم سيدنا الشيخ عبد الرحمن الشريف الأول

يَا ابْنَ الرُّوحِ، كن بما وَهَبْتَ مشروح حِفْظُ العُهُودِ فِيهِ الوُرُودُ، لأَقْرَبِ مَقَامٍ مَحْمُودٍ، أَقْبِلْ وَلا تَكُنْ شَرُودَاً أَوْ مَرْدُودَاً، فَالهَارِبُ مَطْرُودٌ، وَالمَرْدُودُ أَمْرُهُ بِالقَطِيعَةِ مَشْهُودٌ، إِلَى كَمْ ذَا التَّمَادِي يَا فَقِير، وَأَنْتَ فِي البَطَالَةِ وَالتَّقْصِير، وَتَزْعُمُ أَنَّكُ بِالأمْدَادِ جَدِيرٌ، وَبِنَقَائِصِكَ النَّاقِدُ بَصِيرٌ، ضَيَّعْتَ أَوْقَاتَكَ وَالْعُمْرُ انْقَضَى، فَعَجِّلْ بِالإقْبَالِ وَانْدَمْ …

أكمل القراءة »

لا تدع نصحنا مطروح

حكمة لسيدنا الشيخ عبد الرحمن حسين الشريف الأول

يَا ابْنَ الرُّوحِ، لا تَدَعْ نُصْحَنا مطروح جَوَلانُكَ مَعَ الغَافِلِينَ حَيَّرَكَ، وَرُكُونُكَ لِلأغْيارِ غَيَّرَكَ، وَوُقُوفُكَ بَيْنَ رُتْبَتَي الاعْتِقادِ وَالانتِقَادِ إِلَى الانقِطَاعِ أَدَّاكَ، وَنَذِيرُ الرَّحِيلِ المُشَاهَدُ لِعَيْنِكَ بِالتَّحْقِيقِ وَافَاكَ، فَمَا هَذِهِ القَسْوَة، نَدِمَ مَنْ سَبَقَكَ عَلَى التَّفْرِيط، وَاللهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ. الشيخ عبد الرحمن حسين الشريف الأول

أكمل القراءة »

إني نصوح

حكم سيدنا الشيخ عبد الرحمن الشريف الأول

يَا ابْنَ الرُّوحِ، إنّي نصوح قَلْبُكَ عَنْ الْمَحْبُوبِ غَائِبٌ، وَبِالرَّأفَةِ يُنَادِي هَلْ مِنْ تَائِبٍ هَلْ مِنْ آيِبٍ، وَأَنْتَ مَشْغُولٌ بِالهَوَى، مَفْتُونٌ بِالمُنَى، وَوَاقِفٌ مَعَ مَا تُوقِنُ أَنَّ عُقْبَاهُ الفَنَا، وَتَطْلُبُ مِنَ الله المَوَاهِبَ، وَحِفْظَكَ مِنَ الوُقُوعِ فِي المَصَائِب، هَذَا أَمْرٌ مِنَ العَجَائِب، وَأَمَلُكَ فِيهِ خَائِبٌ، فَانْهَضْ لِهِمَّتِكَ عَنْ هَذَا الانْحِطَاط، …

أكمل القراءة »

عرف يفوح

حكم سيدنا الشيخ عبد الرحمن الشريف الأول

يَا ابْنَ الرُّوحِ، عَرْفٌ يفوح أَمَا آنَ أَنْ تَرْجِعَ لِبَابِ مَوْلاكَ، لابِسَاً جِلْبَابَ الوَرَعِ رَافِضَاً لِدُنْيَاكَ، وَقَدْ أَحْسَنَ إِلَيْكَ وَأَعْطَاكَ. وَإِلى الدّينِ الخَالِصِ قَرَّبَكَ وهَداكَ، وَفِي كُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ بِرُّهُ يَغْشَاكَ. تُؤْثِرُ مَا يَفْنَى عَلَى مَا يَبْقَى، فَوَالله مَا هَذَا إِلا قُنُوطٌ أَوْ اتْهام أَوْ إِشْرَاكٌ، وَمَعَ هَذَا إِنْ عُدْتَ …

أكمل القراءة »

نور يلوح

حكم سيدنا الشيخ عبد الرحمن الشريف الأول

يا ابْنَ الرُّوحِ، نور  يَلُوح إِذَا اتَّسَعَ لَكَ مَجَالُ الإِمْهَالِ مَعَ العِصْيَانِ فَلا يَأْخُذْكَ الغُرُورُ. فَإِنَّهُ لَوْ أَرَادَكَ لمَا أَقَامَكَ فِي هَذَا الأَمْرِ المَحْذُورِ. وَإِنِ اسْتَحْوَذَتْ عَلَيْكَ النَّفْس، فَجَعَلَتِ القَضِيَّةَ بِالعَكْسِ، فَأَنْتَ غَارِقٌ فِي بَحْرِ التِّيه. أَنْقَذَكَ اللهُ مِمَّا أَنْتَ فِيهِ. الشيخ عبد الرحمن حسين الشريف الأول

أكمل القراءة »

على نفسك نوح

حكم سيدنا الشيخ عبد الرحمن الشريف الأول

يَا ابْنَ الرُّوحِ، عَلَى نَفْسِكَ نوح لا تَغْتَرَّ بِإِحْسَانِه، مَعَ إِدْمَانِكَ عَلَى عِصْيَانِه، فَبِهَذَا الإِحْسَانِ أَلْهَاكَ عَنْه، وَلَمْ تَأْخُذْ نَصِيبَكَ مِنْه. بِهِ أَغْفَلَكَ عَنْ طَاعَتِه، وَأَنَامَكَ عَنْ لَذَّةِ مُنَاجَاتِه، وَأَحْرَمَكَ فِي الأَسْحَارِ لَذَّةَ عِتَابِه، وَطِيْبَ مُنَادَمَتِهِ وَخِطَابِهِ. فَحَقِيقَةُ هَذَا الإِحْسَانِ بُعْدٌ، وَإِنِ اطْمَأْنَنْتَ بِهِ فَطَرْدٌ. الشيخ عبد الرحمن حسين الشريف …

أكمل القراءة »

لربك روح

حكم سيدنا الشيخ عبد الرحمن الشريف الأول

يَا ابْنَ الرُّوحِ، لِرَبِّكَ روح الرَّحْمنُ يَدْعُوكَ فَـتَتَأَخَّر، وَيَأْمُـرُكَ بِالإِنَابَةِ فَتَـتَكَدَّر، وَيَسْتَحْضِرُكَ لِمُرَاقَبَتِهِ فَتَتَوارَى. فَإِلى مَتَى ضَيَاعُكَ مَعَ الحَيَارَى، وَتَـرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى. وَيْحَكَ بَادِرْ بِالتَّوْبَة، وَأَسْرِعْ إِلَى مَوْلاكَ بِالأَوْبَة، وَارْكَبْ بَحْرَ النَّدَامَة، وَأَقْلِعْ بِرِيحِ الْمَلامَةِ وَتَأَهَّبْ لِحُبِّ مَنْ يَدْعُوكَ لِلْقُرْب، فَإِقْبَالُكَ عَلَيْه، عَلامَةٌ عَلَى الوُصُولِ إِلَيْهِ. الشيخ …

أكمل القراءة »

في عرصات الأرض سوح

حكمة لسيدنا الشيخ عبد الرحمن حسين الشريف الأول

يَا ابْنَ الرُّوحِ، فِي عَرَصَاتِ الأرض سوح انْظُرْ لِدُنْيَاكَ بِعَيْنِ الاعْتِبَار، لِتَتَيَقَّنَ أَنَّهَا لَيْسَتْ بِدَارٍ، فَإِلَى كَمْ تَتَحَمَّلُ الأَوْزَارَ وَهِيَ ثِقَال، إِلَى مَتَى تَتَعَلَّلُ بِالتَّسْوِيفِ وَالآمَال، إِلَى كَمْ تَتَبِّعُ الشَّهَوَاتِ وَالإِضْلال، تَيَقَّظْ مِنْ نَوْمَتِكْ، وَانْتَبِهْ مِنْ غَفْلَتِكْ وَقِفْ بِبَابِ مَنْ أَنْتَ عَبْدٌ لَه، فَمَنْ لَزِمَ قَرْعَ بَابٍ يُوشِكُ أَنْ يُفْتَحَ …

أكمل القراءة »