إياك والانتقاد
يا ابْنَ الرُّوحِ وَالفُؤادِ، إِيّاكَ والانْتِقاد
أَنْتَ تَغارُ بِرُؤْيَتِكَ فِي بَيْتِكَ الغَيْرَ، مَخَافَةَ الوَقُوعِ فِي شَرَكِ الضَّيْرِ، فَقَلْبُكَ بَيْتُ المَالِكِ، وَهُوَ أَغْيَرُ مِنْكَ يَا سَالِكُ. فَأَخْلِيهِ مِنْ سِوَاهُ، كَي تَشْهَدَ أَنوَارَ عُلاهُ، إِذْ ما دُمْتَ تَشْهَدُ غَيْرَهُ فَأَنْتَ بَعيدٌ، وَإِنْ أَتيْتَ بِعِبَادَةِ الثَّقَلَيْنِ لا تَسْتَفِيدُ. وَإِنْ تَمَسَّكْتَ بأَذْيَالِ الهَوَى، وَرَفضْتَ مِنْ نَفْسِكَ هِيَ وَالسِّوَى، كُنْتَ القُطْبَ الَّذِي عَلَيْهِ مَدَارُ الكَائِنَاتِ، وَالغَوْثَ الَّذِي يُعَوَّلُ عَلَيْهِ فِي المُهِمَّاتِ.
الشيخ عبد الرحمن حسين الشريف الأول