الأربعاء , 2 أبريل 2025

قصيدة: لمّا سقاني الحميا

قصيدة بعنوان: “لمّا سقاني الحميّا” لسيدنا الشيخ عبد الرحمن الأول بن الشيخ حسين الشريف نفعنا الله بعلومه:

لَمَّا سَقَانِي الْحُمَيَّا نُوْدِيْتُ فِي الْسِّرِّ وَحْيَا
السِّرُّ أَضْحَىْ جَلَيَّا فَقُلْتُ نَفْسِي رَضِيَّا
يَا نَفْسُ قَرِّي وَسُودِي لَكِ الْهَنَا بِالْخُلُوْدِ
لَا غَيْرُكِ فِيْ الْوُجُوْدِ حَيَّاً وَإِنْ كَانَ حَيَّا
شَرِبْتِ مَاءَ الْحَيَاةِ صِرْفَاً وَبَانَ المَمَاتِ
المَوْتُ فِيْهِ الثَّبَاتِ مُتْ فِيْهِ نَحْيَا سَوِيَّا
الْغَيْنُ وَلَّى وَزَالَ أَحْبَالَهُ وَاسْتَطَالَ
أَحْبَالُ حُبِّي فَقَالَ لِلْغَيْرِ فَاهْجُرْ مَلِيَّا
مَا ثَمَّ غَيْرِي وَنَفْسِي وَالْكُلُّ قَبْضِي وَأُنْسِي
مِنْ حَضْرَتِي كَانَ غَرْسِي فَاشْهَدْ حِمَى الأَزَلِيَّا
مِنْ نُوْرِي كُوَّنْتُ أَحْمَدْ فَرْدٌ بِحُسْنِي تَفَرَّدْ
بِهِ لِأُعْرَفْ وَأُحْمَدْ وَالْكُلُّ مِنْهُ تَزَيَّا
بِهِ الأَحِبَّةْ أَتَونِي بِالْحُبِّ كَي يَعْرِفُوْنِي
وَكُلُّهُمْ يَذْكُرُوْنِي أَبَحَتُهُمْ جَنَّتَيَّا
طٰهَ حَبِيْبِي تَدَبَّرْ لَوْلاكَ مَا كَانَ يُنْشَرْ
عِلْمِي وَلَا كُنْتُ أُذْكَرْ كَلَّا وَلَا الْكَوْنُ أَضْيَا
قَدْ ضَلَّ مَنْ قَالَ وَصْلِي بِغَيْرِ طٰهَ وَرُسْلِ
أَحْلَلْتُهُمْ كُلَّ فَصْلِ عَنْ حَضْرَةِ الأَحَدِيَّا
اتْرُكْ سَبِيِلَ الْخَوَاسِرْ لِدِيْنِهِمْ وَالْسَّرَائِرْ
تَدْنُوْ إِلَيْكَ الْبَشَائِرْ مِنْ حَضْرَةِ الأَقْدَسِيَّا