الجمعة , نوفمبر 22 2024

وحدة الأمة : منهج رباني

انظروا إلى كتاب الله، وانظروا إلى هذا الكلام كم يُنبئ عن حكمة الله، بل كم ينبئ عن لطف الله بهذه الأمة، يقول تعالى: {وَأَنَّ هَذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

هل وعيتم هذا الكلام؟ يرسم البيان الإلهي المنهج الواحد الهابط من علياء الربوبية، ليس منهاجاً وضعه زيد لعمرو، ولا فلان لفلان، ولكنه منهج رب العالمين، يدعونا إليه لتتحقق من خلال اجتماعنا عليه وحدتنا، ثم يقول لنا محذراً، بكلام مغموس في معاني اللطف، مغموس في معاني الرأفة والرحمة {وَأَنَّ هَذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} أي إنكم إن أعرضتم عن هذا الصراط ستجدون أنفسكم أمام سبل شتى، وستتوازعكم هذه السبل، ومن ثم فإن وحدتكم تتبدد، وإن ريحكم تذهب، وإن الفرقة ستكون هي مصيركم، ومن ثم فإنكم مهما كان الغنى الذي تتمتعون به، ستتحولون إلى فقراء، ومهما كان العز الذي أورثكم الله إياه، فإنه سيتحول إلى ذل، ومهما كانت القوة التي متعكم الله بها، فإن القوة ستتحول إلى ضعف.