يقول القاضي الحضرمي: “إن من قواعد الأصول الثابتة أن في كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً من الكليات والعموميات، من العام المخصوص، أو العام الذي أريد به الخصوص. والعموميات في الكتاب والسنة كثيرة وكلها دخلها التخصيص. ومن العام الذي أريد به الخصوص قوله تعالى في قصة الريح التي أرسلت لعاد ﴿تدمر كل شيء بأمر ربها﴾ ، وبالتأكيد فهي لم تدمر الأرض كلها.
وفي العموم الذي أريد به الخصوص قولـه صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري “في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام” أي الموت. وقد أجمع الشراح أنه ليس على عمومه، مع أن فيه الكلية “كل” . وفي الكتاب والسنة من هذه العموميات المخصوصة أو التي يراد بها الخصوص شيء كثير. فكيف ينكر على جمهور من العلماء الراسخين قولهم هذا الحديث “كل بدعة ضلالة” أنه من العام المخصوص أو الذي أريد به الخصوص، فالمقصود هنا المحدثات التي ليس في الشريعة ما يشهد لها بالصحة، فهي المرادة بالبدع، أما المحدث الذي يحمل النظير على النظير، فهذه سنة الخلفاء والأئمة الفضلاء”. ا هـ.