لا بد أن نعلم أن علم التزكية شيء وحالة التزكية شيء آخر، فقد ينبري العالم يصيح وينادي من على منبره وفي محرابه أن الرياء من الشرك، ثم يقع فيه، وأن الغلّ والحقد حرام وعقوبتهما كذا وكذا وفاعلهما كذا وكذا، ثم يقع فيهما، فنقول إن هذا عالمٌ بالتزكية لكنه ليس بمزكٍ.
فعلم التزكية شيء وحالة التزكية شيء آخر. والمطلوب للمرء أن يعرف علم التزكية ويحظى بحالتها من خلال الوارث المرشد، فكما هي أعضاء الجسم تمرض وتذهب إلى الطبيب لعلاجها، كذلك القلوب تمرض ولا بد من طبيب عالم عارف مُزكٍ تَعْرِضُ عليه حالتك ليصف لها الدواء، كما كان الصحابة رضوان الله عليهم يعرضون أحوالهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعطي كل واحد منهم ما يناسبه من علاج.