الجمعة , نوفمبر 22 2024

ضرورة اتباع شيخ مرشد

إن رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم في الإرشاد والتزكية لم تتوقف بوفاته صلى الله عليه وسلم، بل هي قائمة ما دامت الأرض والسماوات، من خلال وُرَّاث ورثوا عنه صلى الله عليه وسلم العلم والمعرفة وجميع الأخلاق الطيـبة التي بُعثَ صلى الله عليه وسلم ليتممها. وهؤلاء العلماء العاملون هم ورثتُه صلى الله عليه وسلم، أخذوا نوراً من نوره وهداية من هدايته وبصيرة من بصيرته، مَن لازمهم وصاحبهم وأخذ عنهم فهو متصل السند من خلالهم برسول الله صلى الله عليه وسلم كابراً عن كابر. إذ هم الذين يحملون لواء المعرفة والتربية حتى قيام الساعة، وهم الذين عناهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الصحيح “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك”.

وقد اعتاد الناس عبر السنين الأخذ بهؤلاء المرشدين، وعُرفت عبر الزمان القيمة الحقيقية لصحبتهم، والخسران الكبير لمن ضل عنهم وابتعد، كيف لا وهم أهل ذكر ومجالسة الله، الذين كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم “هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم” [رواه البخاري] . وبصحبتهم تزكو النفوس، وترتقي الأرواح، وتتم مكارم الأخلاق، وتعالج القلوب وتـتحصن بالعقيدة الصحيحة من مداخل الشيطان، ويزداد الإيمان بصحبتهم وطاعة الله معهم. وهذه الخصال جميعاً لا يمكن أن تكون للشخص بمفرده، ولا من خلال الكتب، بل لا بد من مجالسة ومحبة وصحبة وارثٍ محمدي يذكّرك بالله حاله، ويقوّم اعوجاجك، ويرقى بك في مدارج العلم واليقين، ولذلك ذُكر عن ابن عباس رضي الله عنهما فيما رواه أبو يعلى “قيل يا رسول الله، أي جلسائنا خير؟ قال: من ذكّركم اللَّهَ رؤيتُه، وزاد في علمكم منطقه، وذكّركم بالآخرة عمله”.