لابد من التفريق بين وظيفة العالم ووظيفة الشيخ المرشد المربي، فالعالم يُعنى بحفظ النصوص وتلقينها، وقد تكون نفسه مزكاة، أما المرشد المحمدي فطريقه موصلٌ لتزكية النفوس والتحلي بالكمالات الخلقية، وهو الذي تزداد حين تصحبه إيماناً وتقىً وطهارةً، وملازمتك له وامتثالك لأمره يعني شفاءك من أمراضك القلبية وعيوب نفسك، ويؤثر فيك شخصه الذي هو صورة عن الشخص المثالي، شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن صفات الشيخ المرشد أن يكون عالماً بالشريعة، عاملاً بأحكامها عالماً بالفرائض العينية وأركانها، متحققاً بالعقيدةِ وصحتها، مزكياً لنفسهِ على يد مربٍ مرشدٍ، خابراً مراتب النفس وأمراضها، مدركاً أحوال القلبِ ومداخل الشياطين ووساوسها، مجازاً من قبل شيخ مرشد كامل يتصل سنده بالتسلسل شيخاً عن شيخ حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مقلداً متبعاً متشبهاً برسول الله صلى الله عليه وسلم قلباً وقالباً، لا تعتري قلبه الآفات ولا قالبه النواقص، كأن يكون متكبراً معجباً بنفسه أو بخيلاً أو مغروراً أو حاسداً. وأن يكون خاليا من صفات العَوَر والصمم والبكم والعرج أو أي صفةٍ خَلْقيةٍ، لأن في ذلكَ مَساساً بالجناب المحمدي الذي يتشبه به وما لذلك من أثر سلبي في نفوس أتباعه.
أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنَ عمرَ رضي الله عنهما فقـال “يا ابن عمر، لا يغرنك ما سبق لأبويك من قبلي، فإن العبد لو جاء يوم القيامة بالحسنات كأمثال الجبال الرواسي ظن أنه لا ينجو من أهوال ذلك اليوم. يا ابن عمر، دينك دينك، إنما هو لحمك ودمك، فانظر عمن تأخذ، خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا” [أخرجه ابن عدي عن ابن عمر، وأخرجه أيضًا ابن الجوزي في العلل المتناهية].