شهر ربيع الذي نحن فيه سمي بربيع الأنور لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد فيه. وكل أيامه عيد. لكنه أيضا توفي في هذا الشهر، فلماذا نحتفل بميلاده ولا نذكر وفاته؟ لسبب بسيط، لأنه ﷺ حي في قلوبنا. وهذا هو سبب ما رفعناه من شعار في هذا العام “رسول الله ﷺ حي في قلوبنا”. نحن لا نشعر أنه ميت، وهو يحيى في قبره حياة برزخية خاصة به، لا نعلم كنهها، لكنها تختلف عن حياة كل الناس، أدلة أكثر من أن تحصى…. يرد السلام على من يسلم عليه، ويرد على من صلى عليه، وقال عن إخوته من الأنبياء “الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون”، وقال: “مررت ليلة أسري بي بأخي موسى في قبره عند الكثيب الأحمر قائما يصلي في قبره”، وإذا كان الشهداء أحياء بشهادة القرآن فما بالكم برسول الله ﷺ؟ ما بالك بهذه الحقيقة النورانية؟ هو فعلا حي، ليست الحياة الجسدية التي نعرفها، لكنها خاصة به، تدل عليها الآيات والأحاديث النبوية، ويدل عليها واقعنا. هو حي برسالته، هل ماتت رسالة الإسلام؟ يمرض المسلون أحيانا لكنهم يعودون للعافية. هذه الرسالة قائمة والقرآن موجود ومحفوظ، وما زال هو الدستور، ومال زال هو الدليل، وأقوى دستور على وجه البسيطة، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، قائم رغم أنف الحاقدين والمنكرين. ورسول الله ﷺ حي بسنته، كل من أراد الالتزام فعليه بالسؤال عن سنة رسول الله ﷺ، هذا الذي يجمع مليار وستمائة مليون مسلم على كلمة التوحيد “لا إله إلا الله محمد رسول الله” حي أم ميت؟ هذا الذي يذكر اسمه مع اسم الله على المآذن في كل أصقاع الدنيا خمس مرات في اليوم، هذا حي أم ميت؟ حياة تحير الآخرين، وحق له أن يحتاروا.
يتآمرون علينا، ويتسلطون ويكيدون، ويشوهوا إسلامنا، ويرسلون إلينا من يشوهه، ويحرضوننا على بعضنا لقتل بعضنا، … كل ذلك خوف من هذه الحياة المحمدية في قلوب الأمة المحمدية. خوف أن يكون هذا الحب الموجود في القلوب، وهذه الحقيقة المحمدية المغروسة في أفئدة المسلمين أن تنطلق وتتحد، لكنها حقيقة موجودة، لا نختلف عليها، نختلف على الفروع لكننا لا نختلف على حقيقة ومكانة رسول الله ﷺ. لذلك هو حي في قلوب الأمة، حي من خلال العلماء ورثة الأنبياء، وستبقى منزلة العلماء إلى قيام الساعة عن الناس مقدرة من تقديرهم لرسول الله ﷺ.
أي مسلم يختلف مع أخيه المسلم، إن أردت تمييز المخطئ من المصيب فإنك تعرضه على كتاب الله، وعلى سنة رسول الله من فعله وخلقه. هذا هو مقياس التقييم عند الناس، إذن هو حي.
حي بآل بيته، حي بسفينة النجاة، التي أقرها لآل بيته حتى قيام الساعة، من ركبها نجى، ومن تخلف عنها غرق. ووالله ما غرقت الأمة إلا لما ابتعدت عن الرسالة وركبت في السفن الأخرى. لكن المبشرات قادمة.