الجمعة , نوفمبر 22 2024

دعهم يقتلون بعضهم

أحسب أن العالم الإسلامي لا يزال يغط في رُقاده، وأحسب أننا اليوم مظهرٌ لقول الله عز وجل (ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ، مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ إِلاَّ ٱسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ). تلك هي حال جل المسلمين وحكامهم.

ولعلكم اليوم تدركون أكثر من أي وقت مضى أن المسلمين وقعوا في الفخ الذي نُصب لهم، وهو تحويل الصراع من صراع مع الصهاينة إلى صراع فيما بينهم، تحوَّل هذا من خلال عمل دولي مضنٍ دُبِّر بليل، وقد رفع الصهاينة شعار “دعهم يقتلون بعضهم”، غابت أدوات الصراع مع الصهاينة في السياسة والإعلام والثقافة والحرب والوجدان، وحلَّ بديلا عنهما كل ما ترون من جبهات دموية بين المسلمين، ولن يُسمح لأحد أن ينتصر في أي جبهة، وكنا جميعا للأسف وقودا لهذه الحروب المجنونة المدمرة للأوطان والإنسان.

أما الصهاينة فهم في أفضل أحوالهم، لا يبيعون فرحتهم لأحد. كلكم يعلم ما يفعله الصهاينة من تقسيم وتدنيس، والأمر عندنا لا يعني أحدا، فالمعركة ليست مع الصهاينة بل فيما بيننا للأسف.

فأين هم المسلمون اليوم؟! أين هم من العودة إلى فطرتهم الإيمانية، ومن التحرر من عوارض التيه والضلال، أين هم من قوله تعالى (وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ)؟!