لا بد للمرء أن يسعى لاتخاذ شيخ مرشد، قد ورث الإرشاد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيخاً بعد شيخ، يسمى وارثاً محمدياً أو شيخاً مرشداً، يصله برسول الله صلى الله عليه وسلم صلة روحية، من خلال سند واضح صحيح، لا يقل في أهميته عن سند الحديث النبوي، يأتمر بأمره ويسير معه ويتعلم منه ويأخذ عنه أمور دينه ودنياه، ويعرِّفه طريق الوصول إلى معرفة الله عز وجل، ويعرِّفه أحكام دينه، ويعرِّفه آفات نفسه ومعالجتها، ويحذِّره من مداخل الشيطان على قلبه، فلرسول الله وُرَّاثٌ ورثوا عنه بعض الوظائف التي اختص بها. فمنهم من ورث عنه علوم الفقه، ومنهم من ورث عنه علوم التلاوة، ومنهم من ورث عنه علوم السير وغيرها من العلوم، وقد ورث عنه أشياخنا رجالُ السند علومَ الشريعة والطريقة والحقيقة، إضافة إلى مناهج تزكية الأنفس وإصلاح القلوب، وقد عُرف عن ساداتنا أهل البيت الأطهار عبر السنين ميراثهم لهذه العلوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكر ابن كثير في تفسيره في تفسير قوله تعالى ﴿إفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم﴾ رواية عن ابن عباس أن علياً كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم. والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه، والله إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارثه، فمن أحق به مني” . فلا يمكن أن يفهم من هذا القول ادعاءً من سيدنا علي لوراثة الخلافة والحكم عن رسول الله وهو بين ظهرانيهم، ففي ذلك منتهى الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أدّب سيدنا علياً فأحسن تأديبه، بل إن السياق يدل بما لا يدع مجالاً للشك أن المعنى المقصود هو ميراث الولاية والإرشاد الذي تربع على قمته أشياخنا من آل البيت الأطهار. يقول الشيخ مصطفى البكري في ورد السحر “إلهي دلني على من يدلني عليك وأوصلني يا مولاي إلى من يوصلني إليك”.