إن السنة في لغة العرب هي الطريقة. وفي الشرع هي هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وما صدر عنه من قول أو فعل أو تقرير. وقد استخدم صلى الله عليه وسلم كلمة السنة بمعنى الطريقـة في الحديث الذي رواه البخاري “لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ” أي طريقتـهم. والله عـز وجـل يقول ﴿وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا﴾ ، والراجح في التفسير أن معنى ﴿الطريقة﴾ في هذه الآية الخط المستقيم في الطاعة لله عز وجل، وهو قول ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم. فليس المراد إذاً بالسُّنَّة لغةً ما يفهمه عامة الطلاب، فضلاً عن العوام، أنها تعني الحديث النبوي فقط، أو ما يقابل الفريضة فقط، فسنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم هي أيضاً طريقته في الفعل والأمر والقبول والرد. وهذا ما ورد التأكيد عليه في الحديث “عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ”.