والعقيدة الصحيحة التي نحن عليها أن الأنبياء والأولياء والصالحين لا فعل لهم ولا قدرة ولا تصرف، لا الآن ولا حين كانوا أحياء في دار الدنيا، لأن صفتهم الفناء والاستهلاك. وهو ما أكده الشيخ يوسف الرفاعي في كتابه «أدلة أهل السنة والجماعة» بقوله: “لو كان هذا التوسل شركاً وتوجهاً إلى غير الله كما يزعم المنكرون، فينبغي أن يمنع التوسل وطلب الدعاء من الصالحين من عباد الله وأوليائه في حال الحياة أيضاً. وليس ذلك مما يُمنع، فإنه مستحبٌ ومستحسن شائع في الدين، ولو زعم أنهم عزلوا وأخرجوا من الحالة والكرامة التي كانت لهم في الحياة الدنيا فما الدليل عليه؟ ومن اشتغل من الموتى عن ذلك بما عرض له من الآفات فليس ذلك كافياً ولا دليلاً على دوامه واستمراره إلى يوم القيامة” . ويقول أيضاً “نعم إن كان الزائر يعتقد أن أهل القبور متصرفون ومستبدون وقادرون من غير توجه إلى حضرة الحق والالتجاء إليه ،كما يعتقده العوام الغافلون الجاهلون، وكما يفعل أولئك من تقبيل القبر والسجود والصلاة إليه مما وقع عنه النهي والتحذير، فذلك مما يمنع ويحذر منه، وفعل العوام لا يعتبر قط، وهو خارج عن البحث، وحاشا من العالم بالشريعة والعارف بأحكام الدين أنه يعتقد ذلك ويفعل هذا”.