وصف سيدنا علي رضي الله عنه المتقين فقال: هم أهل الفضل؛ منطقهم صواب، وملبسهم في اقتصاد، ومشيهم في تواضع، غضوا أبصارهم عن الحرام، ووقفوا أسماعهم على ما يستفاد، نزلت أنفسهم منهم في البلاء كما نزلت في الرخاء، عظم الخالق في أنفسهم، فصغر ما دونه في أعينهم. قلوبهم محزونة، شرورهم مأمونة، مطالبهم في هذه الدنيا خفيفة، وأنفسهم عما فيها عفيفة.
صبروا أيامًا قصيرة فأعقبهم راحة طويلة، يصفون في الليل أقدامهم، يرتلون قرآنهم، جاثون على الركب، يطلبون النجاة من العطب، لا يرضون من الأعمال الصالحة بالقليل، ولا يستكثرون منها الكثير.
من ربهم وجلون، ومن أعمالهم مشفقون، يتجملون في الفاقة، ويصبرون في الشدة، ويشكرون على النعمة، قريب أملهم، قليل زللهم. الخير منهم مأمول، والشر منهم مأمون.
الشيخ حسني حسن الشريف