إن لتسليط الله الأعداء على عباده المسلمين أكثر من حكمة. من الأقدار التي قضى الله بها أن ينتصر المسلمون على بغي الباغين وكيد المعتدين، وذلك عندما يكون المسلمون أوفياء بالعهد صادقين مع الله ملتزمين بأوامره، ولكن من الحِكَم التي تبعث على تسليط طغيان الطغاة على المسلمين أنّ الله يريد أن يميز بذلك الخبيث من الطيب، الخبيث الذي يغطي نفسه بالإسلام وشعارات الدين ويتباهى بانتمائه التراثي، ولقد صدق القول “إن الفتن فيها حصاد المنافقين”.
ينبغي أن تكشف الإقنعة عن هؤلاء الناس. (إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ، لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ ٱلْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُون).
الشيخ حسني حسن الشريف