كان المسلمون إلى هذا العصر غذاؤهم الإيماني الأول كتاب الله تعالى، فإذا ضاقت منهم الصدور لكرب أو أسى أو حزن طاف بهم التجؤوا إلى كتاب الله فشَرَحَت آياته صدورهم، وإذا أصابتهم الحيرة تجاه أمر من أمور الدين أو الدنيا التجؤوا إلى كتاب الله تعالى فأخرجهم القرآن من حيرتهم، وارتقى بهم إلى صعيد الطمأنينة الراقية. وإذا شعر أحدهم أن بضاعته من العلم في دين الله ضعيفة رجع إلى المعين، معين علوم الشريعة كلها، ألا وهو كتاب الله تعالى. وإذا وجد أن روحانيته قد جفَّت، وأنه قد غدا بعيداً عن ذكر الله تعالى هرع إلى كتاب الله ليذكر الله من خلال التأمل في آيات الله وخطابه.
الشيخ حسني حسن الشريف