النصائح الرحمانية:
هي مجموعة من الحكم والمواعظ التي خطها سَيِّدِنَا الشَّيْخ عَبْد الرَّحمن الأول بن الشيخ حسين الشَّريف رَضِيَ اللهُ عَنْهُما وقصد بها نفسه من باب التواضع:
باسْمِكَ يَا رَحْمنُ نَبْدَأُ، وَمِنْ حَوْلِنَا وَقُوَّتِنَا نَتَبَرَّأُ، وَنُصَلِّي وَنُسَلِّمُ عَلَى مَنْ أَبْرَزْتَهُ مِنْ أَنْوَارِكَ القُدْسِيَّةِ، وَأَكْمَلْتَهُ بِأَسْرَارِ آياتِكَ وَخِطابَاتِكَ الأُنْسِيِّةِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ كَمَلَةِ الرِّجَالِ، الَّذِينَ مَا تَرَكُوا فِي قُلُوبِهِمْ لِغَيْرِ مَحْبُوبِهِمْ مَجَال.
وَبَعْدُ فَإنِّي عَبْدٌ ضَعيفٌ، أُدْعَى بِعَبْدِ الرَّحمنِ الشَّريف، كَثُرَتْ ذُنُوبي، وَمَلأَتِ الآفاقَ عُيوبي. أُخِذتُ بِفَتْرَةٍ مِنَ الكَسَلِ، وَمُؤَذِّنُ الفَلاحِ يُنَادِي بِحَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ. وَمُذْ تَأَمَّلْتُ هَذِهِ الحَالِةِ، وَوَجَدْتُهَا مُمْرِضَةً بَلْ قَتَّالَةً، جَرَّدْتُ مِنْ نَفْسِي شَخْصَاً يُسَامِرُنِي وَشَبَحَاً بِوَقَائِعِ الْحَالَةِ الْجَارِيَةِ يُخَاطِبُنِي. فَإذا هُوَ يَصُولُ وَيَجُولُ، وَلا تَأْخُذُهُ لَوْمَةُ لائِمٍ فِيمَا يَقُولُ، مُبْتَدِءاً بِقَوْلِهِ فِي كُلِّ خِطَابٍ: (يَا ابْنَ الرُّوحِ)، لا بِالتَّصْدِيقِ، بَلْ عَلَى سَبِيلِ التَّهَكُّمِ وَالاسْتِهْزَاءِ بِي، لِكَوْنِي أَنْسُبُ نَفْسِي لآبَائِي فِي الطَّرِيقِ مَعَ أَنَّ فِعْلِي مُضَادٌّ لأَفْعَالِهِمْ، بَعِيدُ الشَّبَهِ عَنْ أَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ. وَصَارَ تَارَةً يَكُدُّ وَتَارَةً يُنَفِّرُ، وَتَارَةً يُرَجِّى وَأُخْرَى يُبَشِّرُ، تَفَائُلاً بِحُسْنِ الْخَاتِمَةِ وَالعَاقِبَةِ، وَالخَلاصِ مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ وَشَائِبَةٍ. وَحَيْثُ جَاءَ بِحَمْدِ الله تَعَالى جَمِيلَ المَعَانِي، بَهِيَّ الْمَوَاعِظِ، حَمِيدَ الْمَبانِي؛ سَمَّيْتُـهَا النَّصَائِحَ الرَّحْمَانِيَّـةَ، وَالإِلْهَامَاتِ الرَّبَّانِيَّةَ. وَهَذَا أَوَانُ الشُّرُوعِ فِي الْمَقْصُود، وَمِنْ القَوَاعِدِ المُقَرَّرَةِ أَنَّ الحَسُودَ لا يَسُودُ.
لتحميل نسخة من النصائح الرحمانية ملف PDF يرجى الضغط هنا
قَالَ مُسَامِرُ نَفْسِي لِنَفْسِي: