سيرة سيدنا الشيخ حسني الشريف

ولادته ونشأته:

هو الشيخ الشريف الحسيني السيد حسني بن الشيخ السيد حسن بن الشيخ السيد خير الدين بن الشيخ السيد عبد الرحمن الشريف. ولد في مدينة عمّان سنة (1383هـ = 1964م) وتلقى علومه الأساسية في مدارسها.

الشيخ حسني حسن الشريف
شيخ الطريقة الخلوتة الجامعة الرحمانية
  • تابع تحصيله العلمي حتى حصـل على شهادة البكـالوريـوس في الدراسـات الإسلامية.
  • تربى في بيت السادات الأشراف على يد والده الشيخ حسن بن الشيخ خير الدين قدست أسرارهم جميعاً. وتلقى عنه علوم الشريعة والحقيقة والإرشاد بالتلقي والصحبة، فكان ملازماً لوالده طوال حياته.
  • بعد وفاة والده رحمه الله تم تنصيبه شيخاً للطريقة الخلوتية الجامعة الرحمانية في سنة 1988م، والتي أسسها جده الأول العارف بالله السيد عبد الرحمن الشريف رحمه الله، وذلك في احتفال مهيب حضره عدد كبير من القضاة والعلماء والمربين والدعاة والوجهاء ومشايخ الطرق وجمع غفير من الناس.
سيدنا الشيخ حسني حسن الشريف
سيدنا الشيخ حسني حسن الشريف

جهده في خدمة الإسلام والمسلمين:

كل من يعرف سيدنا الشيخ حسني الشريف يلاحظ أن وقته كله لله تعالى. فهو لا يألُ جهداً في خدمة الدين وأهله. فما أن ينتهي من تأسيس عملٍ لخدمة الدين إلا ويبدأ البحث وإعمال العقل وبذل الجهد ليضع أساس مشروع آخر جديد. ولذلك تنوعت جهوده ومسؤولياته بتنوع أعبائه التي حملها بجد واقتدار. فكان جهده موزعاً على ثلاثة مجالات كبيرة:

  1. مجال مشيخة الطريقة الخلوتية الجامعة الرحمانية:عمل على تربية أتباع الطريقة وتزكية نفوسهم وترقيتها في مراتب الفلاح، فكان لهم الأب الحاني والمربي القدير والمرشد الفذ. كما يتابع زوايا الأشراف المنتشرة في الأردن وفلسطين بكل تفاصيلها.
  2. مجال العمل الاجتماعي التطوعي:
    • أسس حفظه الله وقفية دار الإيمان سنة 1990م، والتي تحتوي على زاوية للطريقة الخلوتية ومسجد للصلاة وتكية لإطعام الطعام لعابري السبيل.
    • أسس مثابة دار الإيمان لرعاية وإيواء الأيتام سنة 1994م لغايات رعاية الأيتام الذين لا مأوى لهم رعاية كاملة شاملة داخلية مجانية.
    • أسس جمعية دار الإيمان الخيرية سنة 2001م لغايات تقديم المساعدات العينية للأسر المحتاجة والفقيرة.

    وهذا غير ما يخصصه من ساعات طويلة كل يوم لحل مشاكل الناس على تنوعها، وتقديم الإرشاد الروحي والتوجيه المعنوي لكلٍ حسب ما تقتضيه الحكمة.

  3. المجال الدعوي والعلمي:أخذ حضرته على نفسه عهداً منذ صباه ألاّ يمر عليه يوم دون أن يدعو فيه أحداً إلى دين الله، فلا يدع فرصة ولا يضيع وقتاً دون أن يدعو بالحكمة والموعظة الحسنة. ولقد هدى الله على يديه المئات من الناس لحسن موعظته وبديع حِكَمِه، وجميل شرحه وتوجيهه، حتى صار مهوى الأفئدة والأرواح.
    • أما دوره في الخطابة والتدريس فقد بدأ في حياة والده رحمه الله، منذ كان في الرابعة عشر من عمره، فهو الخطيب الذي يأسر القلوب قبل العقول بسحر بيانه وعلوّ حاله، وهو السهل الرفيق الذي يقربك إلى خالقك بسهولة ولين من خلال دروسه ومحاضراته ومواعظه.
    • ولقد أسس مركزاً ثقافياً باسم مركز دار الإيمان الثقافي وتم ترخيصه من وزارة التنمية الاجتماعية سنة 2005م ليكون مركزاً للتعليم والدورات الثقافية والعلمية التي يُشرف عليها، ولإلقاء المحاضرات المتنوعة، وقاعة للاحتفالات والمناسبات الدينية.
    • كما أسس دار الإيمـان لتعليم القرآن سنة 2005م بترخيـص من وزارة الأوقاف وذلك لتعليم أحكام التلاوة والتجويد للرجال والنساء والأطفال ولجميع المستويات.
    • واهتماماً منه بتربية النشئ، أسس الشيخ حسني الشريف في عـام 2009م وعلى حسابه الخاص مدرسة باسـم روضة ومدارس الدرة الشريفة وخصص ريعها لتأسيس مدارس أخرى تعنى بالجانب التربوي والأخلاقي كما تعنى بالجانب العلمي المتقدم.
    • كما قام سيدنا الشيخ المربي حفظه الله ببناء سكن للطلاب سنة 2012 تابع لجمعية دار الإيمان الخيرية، على أن يقوم بدور التربية الإسلامية الصحيحة بالإضافة إلى دورها الخيري، حتى تقدم جميع خدمات السكن من إيواء وطعام وخدمات مجاناً للطلاب الفقراء.
    • كما قام سيدنا الشيخ نفعنا الله به بمشروع ملتقى دار الإيمان الشبابي، وهو مشروع يقوم على تربية جيل طلاب المدارس والجامعات وتعليمهم القرآن الكريم وتعريفهم على حقيقة دينهم من خلال منهج تعليمي يشمل القرآن الكريم والعقيدة والفقه والأخلاق والسيرة والآداب.
    • ويعمل الآن على بناء مدرسة كبيرة في منطقة البيادر حي الدربيات، تضم ثانوية للذكور وأخرى للإناث ومدرسة أساسية وروضة وحضانة. وستكون فيها كل الوسائل التدريس العصرية كالشاشات التفاعلية وأجهزة العرض، بالإضافة إلى مرافق متنوعة كالمسبح والصالة الرياضية والمطاعم وغيرها. وستكون جاهزة للعمل في العام الدراسي 2013 – 2014 بعون الله.

    ومع كل هذا الجهد الذي يبذله في كل اتجاه فهو يتابع تجارته الخاصة بدقة واهتمام، وكل ما يفيض عن حاجة أهله وبيته يبذله رخيصاً في وجوه البر والخير والإحسان، وعلى مشاريعه الخيرية والدعوية المتنوعة. فجزاه الله عنا وعن المسلمين كل خير.

سيدنا الشيخ حسني حسن الشريف
سيدنا الشيخ حسني حسن الشريف

نظرته للعالم من حولنا:

لشيخنا الشيخ حسني الشريف حفظه الله نظرة ثاقبة ومتابعة دقيقة وفهم عميق لأحوال المسلمين في العالم اليوم وما يتهددنا من أخطار. فهو يرى أن الغلبة للإسلام والمسلمين إن شاء الله، ولكن حتى يتحقق وعد الله بهذا لابد للمسلمين أن يفهموا سنن الله تعالى في خلقه وأن يعودوا إلى ثوابت القرآن والسنة ويستنبطوا منها ما يعز به الإسلام، وهي كما يراها تنحصر في المحاور التالية:

  • وحدة المسلمين تحت راية واحدة: وتبدأ بأن يرى المسلم جميع المسلمين في العالم إخوانا له في الدين على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم. وبأن ينبذ المسلمون كل الخلافات ويتفقوا على أصول الدين.
  • التزام الشريعة والعمل بمبدأ الوسطية في الإسلام. والمناداة بالاعتدال في كل أمر ونبذ الإفراط والتفريط.
  • الإخلاص وحسن الخلق والتقوى والتربية على أيدي المشايخ والعلماء العاملين لبناء جيل مخلص واع. ثم التوبة والدعاء وحسن الظن بالله، كي تصير القلوب محل نظر الله تعالى ومهبط نصره.
  • العمل لدين الله بقدر الاستطاعة وبكل ما هو متاح.
غلاف كتاب الدلالة النورانية
غلاف كتاب الدلالة النورانية

مؤلفاته:

  • الدلالة النورانية: وهو كتاب يشرح فيه أصول الطريقة وأدلتها الشرعية.
  • التقريب بين المدارس الإسلامية ودور التصوف فيه.
  • دليل الحاج والمعتمر: وهو دليل موجه لعامة الناس يسهل عليهم أداء الحج والعمرة بأسلوب سهل بعيد عن التعقيدات الفقهية، كما يشمل على الآدعية الميسرة لكل منسك يؤديه الحاج والمعتمر.
  • جواهر الإيمان: وهو كتاب ميسر في العقيدة بلغة العصر.

ذلك هو الشيخ حسني حسن الشريف حفظه الله. المرشد الوارث المحمدي. جمع بين الروحانية والعقلانية والإنسانية، فإذا أردته روحانيا محلّقا وجدته هنالك، وإذا أردته عقلانيا وجدته ذلك العاقل العارف بعصره، وإذا أردته إنسانا شفوقا يبذل حياته لإسعاد الآخرين وجدته ذلك الإنسان.

جاءه مريـدوه من شتى أصقاع الأرض وعلى شتى الأمزجة والصفات. وكل منهم أتاه باحثاً عن الحق والصلاح والرشاد حتى وجد عنده ضالتـه. وكل أتاه بمختلف الهموم والمشاكل حتى حلها لهم بإذن الله فتبدلت أرض نفوسهم ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ﴾ فقرت أعينهم، ورزقهم الله برد الرضا والتسليم.

وقد قام أحد أبناء الطريقة بتأليف رواية تروي قصة حياة سيدنا الشيخ حسني حسن الشريف شيخ الطريقة الخلوتية الجامعة الرحمانية حفظه الله تعالى بهدف تقديم النموذج العملي المعاصر للداعية الرباني، وأسماها رواية عاشق النور.

وقد وضح الكاتب في مقدمة روايته منهجه في الكتابة فقال:

رواية عاشق النور
رواية عاشق النور

(وقد انتهجتُ في كتابة هذه السيرة، أسلوبَ الكتابة الوجدانية والشاعرية، متعمداً إظهار الجانب الوثائقيَ أحياناً، والحوار الفكريّ أحياناً أخرى، والجانب العاطفيّ فيها أحياناً كثيرة أخرى…حتى أنبهَ القارئ إلى ضرورة تحريك مواجيده ومشاعره تجاه أعلام آل البيت الكرام، الذين ظُلموا كثيراً من أتباع جدهم، وأظنّ ان الظلم الذي وقع عليهم في معاداتهم أحياناً وملاحقتهم أحياناً أخرى، وابتعاد الأمة عن التأسي بهم، وعدم تلمس مودتهم، وعدم تربية أولادنا على حبهم، كل ذلك وغيره قد أوصل الأمة إلى ذلّ وهوان، ولا بدّ لنا ونحن نعيش أصداء صحوة إسلامية عامة، وتحرك شبابيّ راشد، من العودة للتصالح مع ربنا ونبينا، بالتودد لآل البيت الأطهار، فهم مركب النجاة مما نحن فيه).

وقد جاء في تعريف الناشر (وهو لجنة البحث العلمي في دار الإيمان) عن هذه الرواية:

(هذه الرواية تحكي سيرة رجل معاصر من رجال آل البيت الأطهار هو السيد الشيخ حسني بن الشيخ حسن الشريف حفظه الله. وهي مليئة بالأحداث والمواقف، ويتداخل فيها الشأن العام مع تفاصيل الحياة الخاصة لفضيلة الشيخ، فهي مع أنها سيرة خاصة لكنها تؤرخ لحقبة مهمة لتاريخ المنطقة وتفاصيل الحياة الإجتماعية والفكرية والتربوية فيها).

للإطلاع على رواية عاشق النور أضغط هنا